مرحبا بك

أنت على مدونة الشاعرة والأديبة المغربية مريم الوادي

تفضل قم بجولة بين عناقيد الروح، واترك أثرك ..

الخميس، 20 أكتوبر 2011

مريم قصة تكتبها القصيدة..وترويها خيوط الشمس الجزء الأول

مريم قصة تكتبها القصيدة..
 وترويها خيوط الشمس
ربما آن الأوان لأكتب قصة مريم
التي راودتني ذات حلم
******************************
 
 
 
 
 

في تلك الأعوام القاسية
حين كان المطر يسقط بغزارة
حين كان الرعد يزلزل المنازل
و الخوف يتسلل إلى قلوب الأطفال
فيهرعون إلى الاختباء في وجل
كنت أنا ،أراها
وارقبها في خوف وفضول
كانت تركض ،وتسقط ،فتنهض وتقاوم..
ككرة ثلج صغيرة تحركها الريح
وتتقاذفها في كل الاتجاهات
معطف أحمر..
خصلات شعر شقراء تطل من تحت منديل شعر ملون..
أصابع جمدها الصقيع..
محفظة ظهر مبللة..
حذاء يعلق بالوحل..
ومظلة وردية كسرت أعوادها الرياح..
تتحرك مريم على الطريق الطويل الموجع نحو المدرسة
وكلما اقتربت دفعتها الريح بعيدا ،وأرجعتها خطوات إلى الوراء..
ليست الريح وحدها من كان يقطع الطريق إلى المدرسة على مريم..
ويعيدها إلى الوراء
وليس المطر وحده ولا سيول الماء..
حتى الكلاب الشاردة كانت تحب معها اللقاء
تشتم رائحتها
فتقف في جولة قرصنة على قاعرة الطريق منتظرة مرور مريم..
هل تعلمون ماذا كانت تخبئ مريم للكلاب؟
راقبتها ذات صباح ،حين اعترض كلب العمة عائشة طريقها ،جثت على ركبتيها الصغيرتين ،واخرجت من محفظتها قطعة خبز وبيضة
كانت تلك وجبة غذائها منحتها في سخاء،عربون صداقة واتقاء ..
ومنذ ذلك الحين وهي تربط علاقات حميمة مع كل الموجودين في طريقها..
من بشر وحجر وحيوانات ووردات..
تتلون مريم على طريق المدرسة كالفصول
تارة تغدو وردة حمراء
ومرة فراشة ملونة
وأخرى ورقة توت صفراء
تلوح في السماء
وفي قسوة الشتاء
تغدو مريم كرة ثلج بيضاء..
وفي الحر يموت الثلج
ويغدو عطشا
ترويه مريم بماء الأمنيات..
تجري مريم، تسابق الريح ،وتكسر بذراعيها الفضاء،
لتبلغ طاولتها..
حيث يشتعل الحلم كل صباح..
وهي تدخل الفصل ينظر إليها المعلم مصطفى وعيناه تفيضان بالأمل:
مريم كيف الحال؟ تأخرت قليلا
هل اعترضت سبيلك الكلاب؟؟
تحرك مريم رأسها أن نعم
وتجلس وعيناها الصغيرتان تلتقطان كل جديد فاتها على السبورة
تاريخ اليوم ،عنوان الدرس ،بعض مفردات الشرح
لا تريد مريم أن يسبقها أحد رغم تأخرها
تريد أن تكون الاولى دائما
فهل تنجح مريم في سباق الحلم ؟؟
الذي بدأته منذ خروجها ،فسقوطها على الطريق ،فتبلل معطفها ،فنزول الدمعات البريئة على وردة خدها..؟؟
هل تنجح مريم في اصطياد فراشة الحلم المزركشة ؟؟
التي ضاعت منها هذا الصباح في مرج الماء؟؟
هل تنجح مريم في سرد قصة كتبتها القصيدة لترويها يوما خيوط الشمس؟؟

ليست هناك تعليقات: