مرحبا بك

أنت على مدونة الشاعرة والأديبة المغربية مريم الوادي

تفضل قم بجولة بين عناقيد الروح، واترك أثرك ..

الأحد، 23 أكتوبر 2011

غدا يعود الأمس


غدا يزورني الأمس..

كل صباح، تستيقظ بداخلي العيون القديمة.. الوردة القديمة.. و الأغنية القديمة..
وكل صباح أقبل العيون القديمة، أسقي الوردة القديمة.. وأفتح الأغنية القديمة ..وأستعد لقدومك..
كنت أزرقا أيها الأمس حين فضت على جبهة العمر، وكانت لك ابتسامة خضراء، تمتد على أطراف الحلم، فتنبت بساتين التين الأخضر..
ويدك كانت بلا لون شفافة وعجيبة، كزجاجة عراف ..تمتد نحوي فأحسها ولا أراها..وعيناك كانتا كعصفور صغير، تتابعان حركاتي، وسكناتي، وكل التفاتة..
تقول الأغنية: غدا يعود الأمس ونبتسم من جديد، نصافح الربيع، ونتأهب لقطف القرنفلات، وتسلق العريشة القديمة، والتراشق بندى الوردات..
ماذا لو ألبس البنفسجي استعدادا لاستقبالك؟؟
أم ألبس الزهري..؟؟
لقد نسيت، إن الألوان كلها نسجت من ضوئك، و الأطياف كلها هي بعض من روعتك..
لذا سألبس الأبيض، لأعكس جمال ألوانك، وأسعد بتمايل أطيافك على ثوبي..
ها أنا ذي بألوانك أيها الأمس قزحية، وشفافة، وضاحكة..
فكيف تجدني فراشاتك؟؟
هاهي الحياة تفتح ذراعاها نحوي..
وها بهو المسرة يستقبلني..
ذلك البهو الحلم، الذي تقت كثيرا إلى الجلوس تحت ثرياته..
كم أسعد أيها الأمس حين تزورني..
تحملني على جناحاتك القرمزية..
وتحلق نحو سماءات القهقهة، بين صواني الكعك الطفولي، و دواليب الصبا..
لقد كانت زيارتك اليوم، بلون جديد.. أضيفه بسعادة إلى علبة أقلامي الملونة...
و أنا بانتظارك غدا، لنحيك سويا، لونا جديدا آخرا ..
مريم الوادي
24 أكتوبر 2011


السبت، 22 أكتوبر 2011

ماذا كتبت السنونة؟؟


ماذا كتبت السنونة ؟؟
يتهادى المساء٠٠
تسقط الشمس الحامئة في حضن الأصيل
تلوح الكروانة للضوء المسافر
وتخط السنونة العاشقة حروفها على وجه الماء
دمعتي تطرق باب الأحداق
نبضاتي ترتل آيات الفراق
و أصابعي عصفورة راعشة
تسألني :
كم مرة نعيش لنموت مرات على رصيف الأحزان؟؟؟
كم مرة نولد لندفن كآلنوارس بين جثت الأحلام؟؟
وكم مرة نقابل الحظ وتبتسم لنا الأقدار؟؟
تولد نبضة وتموت أخرى
تجف دمعة وتسقط أخرى
دمعات ملونة..
واحدة بلون الفرح
ثانية بلون الأسى
وأخرى بلون الحياة
نعم بلون الحياة
تهجى معي حروف السنونة على وجه الماء :
لقد نامت الشمس لتستيقظ غدا
مريم الوادي

السور الذي يعبر المدينة

السور الذي يعبر المدينة


في صباح يوم عاشوراء، أيقظتني مبكرا، ونقعتني بثيابي في سطل ماء، رددت تراتيلا، لم أفقهها، ثم نشفتني بخرقة بالية، وألبستني الفوقية اللعينة، تلك التي تذكرتني بذلك اليوم المشؤوم، يوم قطعوا حشفتي بمقص حاف، ورموها لقطة جائعة ،أسفل المائدة.
لقد قصرت فوقيتي، ومع ذلك أسرت في أن ألبسها.
 وضعت في كفي كعكا صغيرا مدور،وتمرات قليلة ،و في الكف الأخرى ،وضعت حمصا مالحا ، وبعض التين المجفف .
ثم قالت: - هيا اركض، وانتظرني عند البوابة الكبيرة، للسور الذي يقسم المدينة، سنزور أباك.
ركضت أتقاسم ما ضمته حفنتي مع الصبية، والصبيات،وأقطف بعضا مما حوت أكفهم، وحدها صفية ابنة العرافة ، لم تشأ تقشير بيضتها الساخنة ..
ها هي قادمة ، تتلحف إيزارتها البيضاء الممزقة، كلقلاقة شاردة، تحث الخطى نحوي، لتمسك بيدي، وتجرني كخيط خلفها، بينما أجر أنا ،مذاق البيضة الساخنة ، في خيالي الجائع..
ها قد بلغنا السور العتيق، هذا الأبيض الوقور، الذي لا يتحرك من مكانه، سقطت أجزاء كثيرة منه، وباتت أبوابا مختصرة للراغبين..
- أمي: لماذا هذا السور؟؟
- لهم عالمهم ،ولنا عالمنا...
- ولماذا السور يا أمي؟ إنهم موتى، والموتى لا يؤذون الأحياء؟؟
- ولكن الأحياء يفعلون؟ لا تنظر على يمينك، هناك رجل يدير وجهه إلى السور، اخفض عينيك.
- لماذا يا أمي؟ ماذا يفعل؟
 -  إنه يتبول، لا تفكر يوما بفعل ذلك.
دخلنا المدينة، عالم الأموات، يعج بالأحياء، وأي أحياء.
-أمي انظري، ماذا يفعل أولئك جنب السدرة؟؟
- إنهم يشربون، لا تنظر باتجاههم ،اخفض نظرك ،لا أريد أن يمزق إيزارتي المتشردون؟
- ولكنها ممزقة بالأصل يا أمي..
 -  اخرس، هيا..
بلغنا قبر أبي؟
معظم القبور عليها رخامة، بها تدوينات لأسماء، وتواريخ ،ماعدا قبره،هي تعرفه بحجرة صماء كبيرة، وبعشبة الحريكة الحارقة، التي اشتعلت فوقه.. وكيف لقبر أبي الذي مات جائعا، أن تنبت فوقه الرياحين؟؟
   -اجلس يا محمد هناك ،عند رأس أبيك، واقرأ على روحه ،ما حفظت في المسيد من قرآن.
كانت هذه فرصتي، لأكسب ود أمي، ورضاها، لعلها تطعمني بيضة ساخنة، لما نعود..
جلست أقرأ، وأقرأ، أخلط السور مع بعضها، وأقفز عن الآيات، وهي تشجعني، بابتسامة مطلية بالسواك ..
عيناها المدورتان جفتا من الدموع، وجحظتا تأثرا بقراءتي،ربما تقول في نفسها :ها إبراهيم حفظ القرآن، وبات يوفر علي أجرة الفقيه التمتام. و ربما تقول أيضا: - سيصير إبراهيم في يوم من الأيام، فقيها، في جامع بإحدى القرى المجاورة، فأرحل معه وأترك هذا العناء..
 -لقد أنهيت يا أمي، قولي: صدق الله العظيم.
نفضت عن فوقيتي غبار القبور، بينما رائحة الموتى التصقت بكل جسدي، ثم رحت أرش نبات الحريكة الحارقة ببعض الماء، حتى تظل مشتعلة، فلا يتوه قبر أبي..
-لم تجيبيني أمي: كيف يؤذي الأحياء الأموات؟
- أنت سليط اللسان، صدعت رأسي هذا الصباح.
و توقفت أمي تبوس في سعيدة العرافة، وابنتها صفية، أم بيضة ساخنة، تجاذبتا أطراف الحديث، وثرثرتا قليلا، ثم ودعتها أمي بابتسامة صفراء، سرعان ما ألحقتها بالشتائم والبصاق..
- ما بك أمي ؟؟
 - تلك الساقطة اللعينة، التي لا تعرف الله ،هل تحسبها تأتي للترحم على زوجها؟ إنها تأتي لسرقة تراب القبور..وقطع أصابع الموتى ..
- وماذا تفعل بها؟ هل تأكلها؟؟
- اصمت، وإلا فعستك برجلي.
خرجنا من مدينة الموتى، تركنا السور الأبيض خلفنا، رائحة نتنة تحلق فوقنا، لقد دخلنا مدينة الاحياء ..
 في مدخل زقاقنا الكريه، أفرجت أمي عن يدي، فرحت أركض منها، راجعا إلى حيث كنا..
- سأحرس قبر أبي، كي لا يسرقوا أصابعه.
مريم الوادي
شتنبر 2011

سوسنة العشق

سوسنة العشق






حبيبتي :
لا تترددي..
هيا اخنقي الورد الذي
تمرغ ذات حب تحت أقدامك
واكسري زجاجة العشق الذي
روى ذات حب عطش سرتك
هيا اخنقي .. هيا اكسري..
ولا تترددي
فما عادت الوردات ياحبيبة ،
تحرك قلبك..
ولا عاد نبيد العشق
يثمل ثغرك..
خرافية أنت ،وفاتنة حين توقدك..
وباردة ،وموجعة لحظ صدودك..
حبيبتي :
أماتت الرغبة فيك؟ أم مت أنا؟؟
أمالت المرأة فيك ؟ أم ملت أنا ؟؟
ميلي..ميلي..
إلى حيث تشتهين،
ياسوسنة العشق الماردة..
وحين يقبل موسمي فيك
سأفتح بابي والنافدة..
وفي المساء ،
عندما يزورك الانطفاء
ويدنو مني خريف اللقاء
لا تترددي ..
واخنقي الورد اخنقي
وزجاجة العشق اكسري
ثم تحللي غبارا ،
وفراشات
واندثري
مريم الوادي
22 مارس 2010

الأحمر المسافر

الأحمر المسافر..


أيها الأحمر المسافر بين المدافع
وأصوات الرصاص..
يستيقظ في القلب وجع الفراق
تسلل أورورا-1- لتقبل جباه الثوار
وينزل القمر مستديرا ليمسح نزف النهار
ويكتب أسماء الملائك على وجه السماء
تصرخ ثدي الرضيع الذي نام تحت رمادك
أيها الرصاص
كم اكرهك ايها الرصاص..
كم أكره نحيب اليمام..
تطارده زغاريد النساء..
أكره تهامس الطواحين
في غمرة الاشتعال
واليوم أتيم بسلاسل الانعتاق
أسكن الغيمات الراقدة في أفق الانتظار
أرى النوارس تحتفي بالرند وشقائق والنعمان
وأجرام السماء تراقص بواريد النحاس
ماعدت اليوم وحدي
معي قيثارة مجنحة تتأرجح بالالوان
تحفظ كل الوجوه وكل التفاصيل
كالمرآة
معي اناشيد وشطحات تلبس ياقة بيضاء
ها قد صارت للتاريخ أيها الأحمر المسافر
ذاكرة خضراء
تنبت زهيرات الفل بين شفاه الشهداء
ويورق الياسمين في ذكراك على شرفات الماء
+++++++++
مريم الوادي
-1-أورورا : ربة الفجر



هبني وطنا

هبني
و
ط
ن
ا

هبني وطنا أوسع من حضن أمي
وطنا لايرميني الى أرصفة الخبز وأنا ابن عام
ولا يقصيني من ثدي لم أشبع بعد من لبنها
هبني وطنا لا يرعبني بأمي الغولة
ولا ينيمني على حدوثات سارق الأولاد
هبني وطنا أوسع من صينية الكعك
وأدفأ من كؤوس الشاي
وأبهى من حقول النعمان
هبني وطنا لاأمشي فيه حافيا
عاريا
جائعا
مهزوم القسمات
هبني وطنا لا أتسول فيه
لا أدس رأسي في قماماته
لاأطأطئ فيه هامتي لطربوش
ولاأركع فيه لحذاء
هبني وطنا أحبه
وأفتح صدري للبنادق في سبيله
هبني وطنا مغسول الوجه
مرتب الثياب
حلو البسمات
وطنا يستيقظ باكرا
ويشق طريقه الى البيادر والمعامل والمرافئ والطرقات
وطنا يسهر حين أنام
ويحرسني من سارقي الأحلام
هبني وطنا لا يقسم ظهري بالهراوات
لايناديني ياحمار
ولا ينكل بي في الشوارع والطرقات
هبني وطنا لايسرق قمح حقولي
لا ينهب خضار بساتيني
ولايقطف عنب الدوالي وفواكه الشجيرات
هبني وطنا لايبيع السمكات حبلى
ولايقايض بصغار المحار
هبني وطنا حلو المذاق
لما أمرر لساني على خده لا يغشاني المرار
وطنا حنونا
عطوفا
يخشى علي
ولما أمرض يسهر الى جانبي
ويضمد حماي
وطنا يسعفني من الحرائق والاختناق
ويحميني من اللصوص والاغتصاب
ويفتديني حين أعرض في المزاد

هبني
و
ط
ن
ا
يحبني

أهبك ما لاتتصور من الأشياء

مريم الوادي
مايو 2011





الجمعة، 21 أكتوبر 2011

أريد دبابة


هل العيد..
ازدحم المواطنون
أمام الدكاكين
وعند الجزارين
والعطارين
قالت أمي:
سأشتري لك يا أحمد لعبة
وشوكولاطة حلوة
أمسكتني من يدي
وحثت الخطى على سوق الألعاب
قالت :
هذا مسدس مائي
وتلك
ر
شا
شة
هذا صاروخ
محدود المدى
وتلك بندقية
ولكن
بلا
ر
صا
صه
فماذا تختار يا أحمد ؟؟
تلك
قيتارة
وذاك كمان
وذي
ر
با
به؟؟
همست لها خافتا:
أريد
د
با
به
غطت فمي بعصابة:
 صه يا أحمد
 وحذرت بالسبابة


مريم الوادي

الأحمر المسافر

الأحمر المسافر..


أيها الأحمر المسافر بين المدافع
وأصوات الرصاص..
يستيقظ في القلب وجع الفراق
تسلل أورورا-1- لتقبل جباه الثوار
وينزل القمر مستديرا ليمسح نزف النهار
ويكتب أسماء الملائك على وجه السماء
تصرخ ثدي الرضيع الذي نام تحت رمادك
أيها الرصاص
كم اكرهك ايها الرصاص..
كم أكره نحيب اليمام..
تطارده زغاريد النساء..
أكره تهامس الطواحين
في غمرة الاشتعال
واليوم أتيم بسلاسل الانعتاق
أسكن الغيمات الراقدة في أفق الانتظار
أرى النوارس تحتفي بالرند وشقائق والنعمان
وأجرام السماء تراقص بواريد النحاس
ماعدت اليوم وحدي
معي قيثارة مجنحة تتأرجح بالالوان
تحفظ كل الوجوه وكل التفاصيل
كالمرآة
معي اناشيد وشطحات تلبس ياقة بيضاء
ها قد صارت للتاريخ أيها الأحمر المسافر
ذاكرة خضراء
تنبت زهيرات الفل بين شفاه الشهداء
ويورق الياسمين في ذكراك على شرفات الماء
+++++++++
مريم الوادي
-1-أورورا : ربة الفجر



هبني وطنا

هبني
و
ط
ن
ا

هبني وطنا أوسع من حضن أمي
وطنا لايرميني الى أرصفة الخبز وأنا ابن عام
ولا يقصيني من ثدي لم أشبع بعد من لبنها
هبني وطنا لا يرعبني بأمي الغولة
ولا ينيمني على حدوثات سارق الأولاد
هبني وطنا أوسع من صينية الكعك
وأدفأ من كؤوس الشاي
وأبهى من حقول النعمان
هبني وطنا لاأمشي فيه حافيا
عاريا
جائعا
مهزوم القسمات
هبني وطنا لا أتسول فيه
لا أدس رأسي في قماماته
لاأطأطئ فيه هامتي لطربوش
ولاأركع فيه لحذاء
هبني وطنا أحبه
وأفتح صدري للبنادق في سبيله
هبني وطنا مغسول الوجه
مرتب الثياب
حلو البسمات
وطنا يستيقظ باكرا
ويشق طريقه الى البيادر والمعامل والمرافئ والطرقات
وطنا يسهر حين أنام
ويحرسني من سارقي الأحلام
هبني وطنا لا يقسم ظهري بالهراوات
لايناديني ياحمار
ولا ينكل بي في الشوارع والطرقات
هبني وطنا لايسرق قمح حقولي
لا ينهب خضار بساتيني
ولايقطف عنب الدوالي وفواكه الشجيرات
هبني وطنا لايبيع السمكات حبلى
ولايقايض بصغار المحار
هبني وطنا حلو المذاق
لما أمرر لساني على خده لا يغشاني المرار
وطنا حنونا
عطوفا
يخشى علي
ولما أمرض يسهر الى جانبي
ويضمد حماي
وطنا يسعفني من الحرائق والاختناق
ويحميني من اللصوص والاغتصاب
ويفتديني حين أعرض في المزاد

هبني
و
ط
ن
ا
يحبني

أهبك ما لاتتصور من الأشياء

مريم الوادي
مايو 2011