الهروب.. إلى أين ؟

لابد من الإنعتاق، طوق الياسمين المسموم يلف رقبتي ،وقيود الورد الوحشي تطوق معصمي، تتراءى لي الأحلام من بعيد، ولا أستطيع اللحاق بها،تتراءى لي صورتي هناك، ولا أملك استرجاعها..
ضاعت أحلامي ،وتلاشت صورتي وأنا اخنع لهذا الحب العنيد..
التملك ،الغيرة،الحب القاتل،الاحتلال ،الالغاء..
كلمات تتقاطع بداخلي كل ليلة ،واليوم قررت الهروب، قررت فك الكلمات المتقاطعة ،وتمزيق الطوق اللعين..
أخذت قطعا من ملابسي،تأبطت مجموعة قصص قصيرة،وفي يدي قنينة ماء..
ورحت أشق طريقي بين جموع المسافرين..
محطة القطار:رحيل وسفر ،دموع وعناق ، وفرح باللقاء.
تناقضات أنت يامحطة القطار..
أتطلع في عجل إلى سبورة الرحلات ، قطار رحلتي بدأ يتحرك.
أركض بكل قواي، أستسمح هذا، وأعتذر لذاك،أتدافع وأندفع،أسابق الأحزان والأشجان ، لا أريد للشجن أن يلاحقني، لاأريده أن يركب معي نفس القطار ..
وأخيرا أخذت مكاني ،وضعت حقيبتي على الرف ،وجلست المقعد كقوة في نهايتها.الخوف من المجهول ،من الآت ،من الغد، من الندم .. لقد سئمت الحياة كما يريد ، كما يشتهي ،أريد ان أعيش لنفسي ولو لثانية واحدة .أريد ان آكل الطبق الذي يعجبني ،وألبس الفستان الذي يريحني،وأمارس الهواية التي تروق لي،أريد أن أكون أنا ،لا نسخة منه.
يقول :عليك أن تكوني كما أحب ليتحقق الوفاق والإنسجام بيننا.
ولماذا لا أكون كما أحب ،أليس الحب حرية وانطلاقا؟؟
لماذا أقتل في الأحلام لتعيش أحلامك ؟أليس الحب أخذا وعطاء؟؟
ضبابة خفيفة تجتاح نافذتي،أ مرر كم معطفي ، وأتأمل مشهد القطار وهو يطوي خلفه آلاف الكيلومترات ،آلاف المشاهد،آلاف الشخوص،ولا يلتفت أبدا ،لا يهتم القطار إلا لمساره،يقطعه بكل ثقة ولا يرجع البثة إلى الوراء.
لقد كنت أعتب على القطار قسوته ،لكن أدركت الآن، أن القسوة تجنبنا الجراح ،أن الإنتظار يولد الألم،وأن الإلتفات إلى الوراء لا يجلب إلا الأسى.
أريد ان أنطلق كما القطار :لا أريد الرجوع إلى هناك..
مراقب التذاكر يطلب ورقتي:أمدها له في ذهول ثم أنتبه: عاشقان يجلسان قبالتي :يتبادلان القبل ،ويشابكان الأصابع ، ينسجان الأحلام،أحلام ستغدو أطلالا، وركاما من الحزن ،يعتصر قلبيهما.
أطلقت من شفتي ابتسامة حزينة ،وتذكرت صورتي وأنا أسافر معه،
كم كان السفر دافئا وقصيرا رفقته ،والآن أحسه باردا وجافا، كسحابة الخريف ،وطويلا وجارحا ،كالهروب منه.
لقد وصلت إلى مدينة الأحلام ،سأضع حدا لهذا الوضع ،تفتح قلبي للحياة،كسجين في يومه الأول من السراح..
نزلت سلم القطار،وعبرت جموع المسافرين نحو باب الخروج ،لوحت بيدي لسيارة أجرة صفراء شاحبة،كشجرة قلبي الكسير،توقف "الطاكسي" وبينما أمد يدي لفتح الباب والصعود ،إذ بيد تجتذب معطفي ،وتجرني إلى الوراء :لا هروب لك مني، سألحقك أينما رحلت ،أحبك ،هيا عودي.
مريم الوادي
ديسمبر 2009
لابد من الإنعتاق، طوق الياسمين المسموم يلف رقبتي ،وقيود الورد الوحشي تطوق معصمي، تتراءى لي الأحلام من بعيد، ولا أستطيع اللحاق بها،تتراءى لي صورتي هناك، ولا أملك استرجاعها..
ضاعت أحلامي ،وتلاشت صورتي وأنا اخنع لهذا الحب العنيد..
التملك ،الغيرة،الحب القاتل،الاحتلال ،الالغاء..
كلمات تتقاطع بداخلي كل ليلة ،واليوم قررت الهروب، قررت فك الكلمات المتقاطعة ،وتمزيق الطوق اللعين..
أخذت قطعا من ملابسي،تأبطت مجموعة قصص قصيرة،وفي يدي قنينة ماء..
ورحت أشق طريقي بين جموع المسافرين..
محطة القطار:رحيل وسفر ،دموع وعناق ، وفرح باللقاء.
تناقضات أنت يامحطة القطار..
أتطلع في عجل إلى سبورة الرحلات ، قطار رحلتي بدأ يتحرك.
أركض بكل قواي، أستسمح هذا، وأعتذر لذاك،أتدافع وأندفع،أسابق الأحزان والأشجان ، لا أريد للشجن أن يلاحقني، لاأريده أن يركب معي نفس القطار ..
وأخيرا أخذت مكاني ،وضعت حقيبتي على الرف ،وجلست المقعد كقوة في نهايتها.الخوف من المجهول ،من الآت ،من الغد، من الندم .. لقد سئمت الحياة كما يريد ، كما يشتهي ،أريد ان أعيش لنفسي ولو لثانية واحدة .أريد ان آكل الطبق الذي يعجبني ،وألبس الفستان الذي يريحني،وأمارس الهواية التي تروق لي،أريد أن أكون أنا ،لا نسخة منه.
يقول :عليك أن تكوني كما أحب ليتحقق الوفاق والإنسجام بيننا.
ولماذا لا أكون كما أحب ،أليس الحب حرية وانطلاقا؟؟
لماذا أقتل في الأحلام لتعيش أحلامك ؟أليس الحب أخذا وعطاء؟؟
ضبابة خفيفة تجتاح نافذتي،أ مرر كم معطفي ، وأتأمل مشهد القطار وهو يطوي خلفه آلاف الكيلومترات ،آلاف المشاهد،آلاف الشخوص،ولا يلتفت أبدا ،لا يهتم القطار إلا لمساره،يقطعه بكل ثقة ولا يرجع البثة إلى الوراء.
لقد كنت أعتب على القطار قسوته ،لكن أدركت الآن، أن القسوة تجنبنا الجراح ،أن الإنتظار يولد الألم،وأن الإلتفات إلى الوراء لا يجلب إلا الأسى.
أريد ان أنطلق كما القطار :لا أريد الرجوع إلى هناك..
مراقب التذاكر يطلب ورقتي:أمدها له في ذهول ثم أنتبه: عاشقان يجلسان قبالتي :يتبادلان القبل ،ويشابكان الأصابع ، ينسجان الأحلام،أحلام ستغدو أطلالا، وركاما من الحزن ،يعتصر قلبيهما.
أطلقت من شفتي ابتسامة حزينة ،وتذكرت صورتي وأنا أسافر معه،
كم كان السفر دافئا وقصيرا رفقته ،والآن أحسه باردا وجافا، كسحابة الخريف ،وطويلا وجارحا ،كالهروب منه.
لقد وصلت إلى مدينة الأحلام ،سأضع حدا لهذا الوضع ،تفتح قلبي للحياة،كسجين في يومه الأول من السراح..
نزلت سلم القطار،وعبرت جموع المسافرين نحو باب الخروج ،لوحت بيدي لسيارة أجرة صفراء شاحبة،كشجرة قلبي الكسير،توقف "الطاكسي" وبينما أمد يدي لفتح الباب والصعود ،إذ بيد تجتذب معطفي ،وتجرني إلى الوراء :لا هروب لك مني، سألحقك أينما رحلت ،أحبك ،هيا عودي.
مريم الوادي
ديسمبر 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق